كان الشتاء يعوي في الخارج
ولا جذوة من نارٍ
نأوي اليها
الظلام يتكاثف
من كل جهة
مع ان لا رائحة للخبز
وقع اقدامٍ يقترب
وفجأة ...
لا أدري أيةُ نجمةٍ هوَت على كوخنا
لعل القادم أسوأ
هكذا حدثتني نفسي
شمّرتُ عن سيفَ يدي
وخبأتُ مرباط خلف ظهري
وحين فتحتُ باب الكوخ
رأيت طائراً أسود
يحاول سرقة كومةٌ أخرى
من أحلامنا
بحث هذه المدونة الإلكترونية
الجمعة، 21 مارس 2014
أشياء
مسافة
على بُعد شجرتين
جُميزة
وسِدرة
أيتها الفراشة القديسة
نحن هنا
جفّ الرحيق
و غادرَ الظل
أقسمنا بحرمة ذاكرة خائرة
كحرمة أيوان كسرى
أن نبصق في عين الريح
عن آخر زنبقة
أن نصنع شراعاً من لهاث
أن يحيا الرمق الأخير
ولغَ كلبٌ في إناء جارنا
على حافةِ مقبرة
كانت تُصدر إليها الأزهار
من كل مكان
ونحن على بعد شجرتين
برائحةٍ مسمومة
وظلٍ نجس
يترصد الرحيق
اليهم
إلى كل الذين يرون أنفسهم أفضل من الجميع ، وأن الإجادة والإمتياز ماخُلِقا إلا ليكونا مقترنين بأسمائهم ، وأنهم هم القمة وغيرهم القاع ، والذين يعتبرون أنفسهم مبدعين فوق العادة وأن احداً ما لن يصل يوماً لبعض ماوصلوا إليه ، الذين يظنون واهمين أن الأيام لا تجود بمن تفتح له السماء أوسع بوابات التحليق في الفضاءات الرحبة التي لاتبصرها عيونهم العمياء المتقيحة حسداً . والذين يخدعون أنفسهم بالتربع على قممٍ من المجد شاهقة وهم لا يقفون إلا على كثبانٍ من الرمل والرماد . الذين ينصِّبون أنفسهم آلهةً وأوصياء على الآخرين وهم لم يؤتوا من الحكمة مثقال ذرة ، إذ لم يكونوا إلا صناعة الفرص السانحة التي جثموا عليها في ليلٍ بهيم ، ولم يكونوا إلا بمولدِ ضربة حظٍ ظالمة.
اقول لهم جميعاً لقد كنتم ماكنتم ووصلتم إلا ماوصلتم إليه ، أما وقد فتُح باب السماء على مصراعيه ، فلن يكون بمقدوركم التحليق ، لأنكم طيور بلا أجنحة أولاً ، ولثقلكم حد التخمة ثانياً ، فآركنوا إلى اوهامٍ بنيتموها وعيشوا ماتبقى لكم في زمهريرها ، وأستمتعوا بالصراخ في آباركم القديمة ، فلامجال اليوم لأن تكونوا أكبر مماكنتم والأجيال تتسابق هاماتها صعوداً وانتم تتقزمون .
المنطق
ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻌﺮّﻑ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﻹﺣﺘﻜﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺃُﺳﺲ ﻋﻘﻠﻴﻪ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭﻣﻔﻴﺪﺓ . ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻣﺮﺍﺩﻓﺎً ﻟﻠﻌﻘﻞ . ﺗﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮً ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﻪ ﻛﻠﻴﺎً ، ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ ﻭﻭﺍﻫﺒﻬﺎ ﻭﻭﺍﺿﻊ ﺍﻷﺳﺮﺍﺭ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻟﻨﺎ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﺍﻟﺠﺰﺋﻲ ( ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ) ﻓﻲ ﻗﺪﺭﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺳُﺒﻞ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻭﺍﻹﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﻬﺎ ، ﻭﻟﺒﻠﻮﻍ ﺫﻟﻚ ﻻﺑُﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻭﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤُﺘﺎﺣﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺇﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺁﺧﺮ ﻟﺴﻨﺎ ﺑﺼﺪﺩﻩ . ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺮﻛﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻤﻮﻝ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻟﺒﻼﺩﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺁﻧﺴﺎً ﻭﺍﺩﻋﺎً ، ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺩﺍﺓ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺻﻨﻒ ﺁﺧﺮ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻧﻪ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻓﻴﺰٌﻳﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺍﻟﻤَﺮَﺿﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﺔٍ ﻻ ﻳﻐﺎﺩﺭﻫﺎ ﺇﻻ ﺗﺪﺣﺮﺟﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻬﺆﻻﺀِ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﺣﻘﺎً ﺇﺫ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻭﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﺨﻠﻞ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻲ ﺃﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻟﻠﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻹﺭﺗﻘﺎﺀ. ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺑﻼﻏﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﺍﻟﻴﺴﻴﺮ ، ﻓﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻈﻨﻲ ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ . ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﻮﺿﻮﺡٍ ﺗﺎﻡ ﻟﻜﻞ ﺫﻱ ﺑﺼﻴﺮﺓ ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ. ﻭﺍﻟﻤُﻬﺘﻢ ﺑﻤﺜﻞِ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻳﺘﻼﺣﻆ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻣﺬﻫﻠﺔ ﻣﺪّﻋﻤﺔ ﺑﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﺩﺍﻣﻐﺔ ﻭﺣﺠﺞ ﻻ ﺟﺪﺍﻝ ﻓﻴﻬﺎ . ﻭﻻ ﺷﻲﺀ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺃﺻﺪﻕ ﻭﺃﺩﻕ ، ﻭﺍﻛﺜﺮ ﺇﻗﻨﺎﻋﺎً ﻭﺇﺛﺒﺎﺗﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭﺓ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ ، ﻭﺗﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ ، ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺗﺮﺍﺕ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﺠﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﺨﺎﺩﻋﺔ . ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﻜﻢ ﻟﻠﻤﻨﻄﻖ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻧﻪ ﻭﻻ ﻳﺼُﻢ ﺁﺫﺍﻧﻪ ﻋﻦ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻫﻮ ﺍﻷﻭﻓﺮ ﺣﻈﺎً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺯﺓ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺂﺭﺍﺋﻪ ﻭﺑﺄﻓﻜﺎﺭﻩ ، ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺇﻗﻨﺎﻋﺎً ﻭﻗﺒﻮﻻً ، ﺑﻌﻜﺲ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻌﻴﺮ ﻋﻘﻞ ﻏﻴﺮﻩ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﻧﻴﺎﺑﺔً ﻋﻨﻪ ، ﻻ ﻓﺮﻕ ﻋﻨﺪﻩ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺣﻴﺎً ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻏﻴّﺒﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﻨﺬ ﻗﺮﻭﻥ . ﻓﻤﺜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﻈﻠّﻮﻥ ﻣﺪﻯ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﺭﺍﻛﻀﻴﻦ ﺧﻠﻒ ﻋﻘﻮﻝٍ ﺗﻔﻜّﺮ ﻋﻮﺿﺎً ﻋﻨﻬﻢ ، ﻻ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺗﻘﻮﺩﻫﻢ ، ﻭﻻ ﻳُﻤﺎﻧﻌﻮﻥ ﺃﻳﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ . ﻳُﻌﺎﺩﻭﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﻌﻰ ﻟﺘﺤﺮﻳﻚ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﻛﺪ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ، ﻭﻳﺤﺎﺭﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﺗﺨﺬ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺳﺒﻴﻼ . ﻭﻳﺌﺪﻭﻥ ﻛﻞ ﻓﺮﺻﺔٍ ﻟﻺﺑﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻞ ﻗﺪﺭٍ ﻣﻦ ﺍﻹﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟﻤﻴﺰﺓٍ ﺧﺺّ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ . ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺮﻓﺴﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﻭﻳﻘﻠﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﻻ ﺭﻳﺐ .
لا اريد لذلك القدر ان يفارقني
لا أريد لذلك القدر أن يقاطعني
ضيف أحلامي المراوغ
كان يربت على كتفي
مبتسماً
كلما حدثته عن طريقٍ
يسلكه الملايين
ولا يروق لي
وكان أيضاً يشيح بوجههِ
مدّعِماً فعله ذاكَ بتنهيدهٍ
تمدُ جسراً من نور
إلى شمسٍ بعيدة
تتهيأُ للبزوق
يفرغُ من تنهيدةٍ حرّى
وينفُثُ غبارٌ بركانّيٌ
في فضاءاتي
ثم يأمرُ بزغبِ العِشقِ
فتنمو أجنحةً هناك
ورفرفةٌ في قلبي
أربعين ليلة
ومائي يتدفقُ رغمَ عنجهية الغابة
وصوتي المبحوح منذ الأزل
يوشوش في أذن الليل
متجاهلاً الريح
أربعين ليلة
أجففُ أحلاماً في سمائي العارية
ولا أجدُ جناحيّ
ولا أريد لهذا القدر أن يقاطعني