بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 3 مايو 2014

هذا الصباح

هذا الصباح
لا يزال يتقلب
كمن لم يغطي الليل ساقيه
أو نبحت في وجهه كلاب الحلم
أو كموجةٍ ظمأى
تستجدي شاطئٍ مشرّرد

لا يتّسع هذا الصباح
الا لنورسٍ واحدٍ فقط
فالسماء لا تبدو أكبر من نافذة مظلمة
في بيتٍ مهجور
وفي الأسفل
كوب قهوةٍ بطعم الملح

لا أدري
هل أقذفُ بعكاز نقودي
في يمِّ قريتنا
ليربتُ عظيمنا على كتفي
أم أكفر علانيةً
بطوابير الأنبياء في خيمِ الحصاد

ربما أنتظرُ صفعةً
تهُبُ من المحيط بعد قليل
أو حالةٍ مزاجية
أستطيعُ القفز على ظهرها
لبعض الوقت
والتشبثُ جيداً بزمامها الأخضر
خضرةَ بطاريةً سائلة
إغتصبها هواءٌ مشبّع بالرطوبة

السبت، 19 أبريل 2014

العاقر

وحين وطأت أقدامي مشارف المدينة الوادعة ، رأيت إمرأة خارجةً منها ،، تحث الخُطى إلى وادٍ قريب ، في طريقٍ لا يسلكه الناس عادةً . فأحسستُ أن في الامر ريبة ، قال أحمد .
فعزمت على مراقبتها من بعيد ، لأرئ الى اين هي ذاهبه ، فكمنت خلف صخرة ، وظننت بادي الأمر انها على موعدٍ غرامي ، او شيٌ من هذا القبيل .
كانت تمشي مسرعةً ، وتتلفت يمنةً ويسرة ، وحين وصلت الى قلب الوادي ، كانت هناك صخرة نابته من الأرض ، لا يظهر الا رأسها المسطح ، جلست فوقها ، غير مستقرة كمن ينتظر احداً .
وكان الفضول يجتاحني بطريقة مغولية لا ترحم ، غالبت نفسي وكادت ان تغلبني ، لولا أن رأيت رجلاً قادماً من بعيد يعرج ، ويتلفت كما كانت المرأة ،
ياللعجب !! قلتُ في نفسي ، فتلك إمرأة حسناء في ربيعها الثالث ، وهذا رجلٌ كهل ويعرج ، ومظهره مخيف ، فثيابه رثة ، ولحيته كثة !
وصل الرجل بعد دقائق ، وجلس على مقربةٍ من تلك المرأة على طرف الصخرة المسطحة ، وأخذا يتبادلان حديثاً لا يبدو شيّقاً ،
لم يطيلا الكلام ، ورأيت المرأة تنتصبُ واقفةً على عجالة ، فظننتها ستغادر المكان ، ولكنها تجردت من ملابسها تماماً ، فتراقصت كل شياطين الغريزة في جمجمتي ، فيما الأعرج المخيف لايزال جالساً ، يحدث نفسه ويلوّح بيديه في الهواء .
ظلت المرأة واقفةً لا شيء يسترها ، وفجأة بدت عليها علامات الإضطراب والهلع ، ورأيتُ الأعرج وكأنه يحاول أن يهدي من روعها ، كانت عيناها مصوبتين الى أسفل الوادي ، فحولتُ نظري إلى هناك ، يقول احمد ، لعلي أفهم سبب تلك الربكة ، وإذ بثعبانٍ عظيم كأنه قطعةً من الليل يقترب منهما ، ياللهول !! لم أكد أن أنطقها تماماً ووصل الثعبان ، الرجل الأعرج يجلس على ركبتيه ، ويكأنه يرحب بالضيف القادم ، ويوجهه إلى بُغيةٍ ما ، المرأة المذعورة لا تزال متسمرة في مكانها ، ترتجفُ ولكن لا تبدي أية مقاومة أو إعتراض ، هالني منظرها والثعبان يتسلقها من قدمها ، مروراً بفخذها ، حتى وصل إلى عنقها ، فآلتفّ حوله ، وبقيَ هنالك لبرهةٍ ، ثم نزل متمهلاً ،هذه المرة من ظهرها ، وعند وصوله منطقة الخصر ، إلتفّ ثلاثة لفاتٍ حوله ، ثم إنزلق ببطءٍ ليخرج من بينٍ فخذيها ويكمل طريقه نزولاً الى الأرض ، ومالبث لحظةً بعد ذلك ، اذ اختفى سريعاً في الاحراش القريبة ، تنفست المرأة الصعداء ، وكذلك فعلت ، وقام الرجل الأعرج ليغادر المكان بدوره .
جلست المرأة لبعض الوقت،تلملم شتاتها ، وكذلك لتطمئن أن الأعرج قد غادر المنطقة ، فلبست ثيابها وانطلقت مسرعةً ، عائدةً الى المدينة ، تتبعتها بعينيّ تارةً وبالركض تارةً أخرى ، حتى ولجت إحدى البيوت الراقية بواصفات ماقبل أربعين عاماً ، ظلّت تلك المشاهد العجيبة لا تفارق مخيلتي زمناً طويلاً ، ولم استطع البوح بها لأحد ، ولكنني بعد سؤالي عن تلك المرأة علمت أنها إمرأةٌ عاقر ، تزوجت مند بضعة سنين ولم تنجب ، وبالسؤال عن ذلك الأعرج الذي لا يفارق المسجد ، تبّين لي أنه معالجٌ لحالاتٍ مستعصية ، وله طرقٌ في ذلك لا تخطر على بالِ احد .

الغميضة

الليل
يلعب الغميضة
ليس مع أحد
فالعصافير آوت الى أعشاشها
حين إلتهم المحيط الشمس
الامواج الضاحكة
لا تركض بعيداً
وهذا سبب إستبعادها من اللعبة
وحتى القمر
لا يصلح لأكثر من ثرثرات إباحية

لايريد الليل
أن يكف عن إلقاء اللوم
والتقيؤ على جلبابه
كلما بزغت من عينيه
رغبةٌ شرسة في إلتهام اللعبة برمّتها
وإن لم يكن فيها لاعبين

صهدود

صهدود
آمن بي على إستحياء
ذلك الفتى الناري
وجناته الحمراء
تقذف بشظايا الشمس
في وجهي
تقتل الليل غدراً
ثم تلقي برفاته في البحر
الذي لم يعد مالحاً

صهدود
ذلك الفتى الناري
الحالم بآلام الغرق
المتعطش لمعانقة السير وحيداً
على حافة هاوية
يؤدي إلى حافة هاوية
ويرفض السقوط

صهدود
الفتى الناري
أضاء قليلاً وإحترق
ومن عينيه إمتدت ألسنة النار
فهاهي الصباحات سوداء
والليل رماد

لا اكرهك

لا أكرهك
ولكن لم تقتفِ أثر أخيك
كنتَ حاضراً في العهد القديم
وأتيتَ متأخراً
لتقف على عتبات المسافة
ولا تقتفي أثره

لا أدري لماذا تستحي موجةٌ عارية
في بحرٍ أدمن التعري
وينام في العراءِ ذئبٌ
رغم سخافةِ الحملان

لاضير
فما حدثَ شيءٌ إلى الآن
غير البداية
لعلّ ساحر الزمن القادم
ينضحُ ماء المعجزاتِ في صباحك
وحين تنكسرُ ذرات الضوء
لابد أن تهبُ عاصفة
لتأخذ بزمامك إلى آثارٍ سلُفت
وتأتي ..

فراااغ

قمر ، إذاعة ، هواء يدخل من نافذة
ويخرج من أخرى
وأسئلة كثيرة
تمنيت لو أني لا أعرف إجاباتها

كتفٌ يحمل القمر
وكتف يحمل ضحكة عارية تماماً
يصعد تلةً صغيرة
والماء يمسك بزمام الإنتشاء
يراقص الرموش
والأعراف

السعادة تلةٌ في الجوار
كانت رائحة الليل بطعم المحار
واللون الزعفراني
كان حاضراً بقوة
ومتناسقاً جداً مع كل دقّة قلب
ودقّة قلب

تكمن المتعة دائما في
التفاصيل الصغيرة
الشعور الذي يسبق العناق مثالاً
النظرة البرّاقة
من مسافة حميمية جداً
ومذاق الكرز

الوقت لا يُمَل
إذا كان كله قمر
موسيقى ، حب ، دفأ ، حب ،
ضحك ، حب ،
حب و حب
______________
لا نهاية ، ولا للنهاية
في لحظات لا تنتهي أبداً !!
لاحظ ،، كلمة لحظات !!

اوكي ،، في لحظات لاتنتهي ابداً !!

الأحد، 13 أبريل 2014

الطرف الاغر

في الطرف الأغر ، من مرباط
الآن ،،
هذا المكان
الذي لم أسميه تيمناً بأي شيء
إلا إنتصاراً على بعض ذاتي
وربما كذلك
لولهي بهذا الفضاء
الذي لم تسقط قطعةً منه في عشقي

أحاول جاهداً
ألا أبدو مبتذلاً
في كتابتي لهذه الأسطر
فأنا أعلم يقيناً
أن كوابيساً قد تزورني
كردةِ فعل تلقائية
وأكثر خشيتي ، تلك الغزلان الكثيرة
الملونة ، حين تتشكل في دوائر متتابعة ، وتصهل بصوتٍ مفزع

في طفولتي
كانت تأتي كل ليلة
وتأتي إلى منام جدتي غزلاناً ملونة مثلها ، وتصهل

صديقي الذي زعل البارحة
لتأخري عليه
وجدته تاركاً لي علبة مشروب غازي
قضت الليل بطوله هاهنا
والنهار
ستبرد بعد قليل
وأشربها عن قطرة
ولا أدري ، لعلها تكون تميمتي
في حال داهمتني غزلان ملونة

السبت، 5 أبريل 2014

....... بارزين

عيناه تخترقان الضوء
الصمت
الضجيج
الهمسات الجانبية المهمشة
يحاذر ألا تقعان
تحت طائلة فضوليٌ عابث
او مترصد
تفلتان من كل شي
ولحظة خرجهما من مسام الأسرار
تقعان عن عمدٍ
على ...
بعد الكلمة المجهولة ، بارزين
كأنهما ملاكي رحمة
إو عذاب
وتتخبط النظرتين ، العينين ، القلب
بين كفين

هي ترى الأشياء بوضوحٍ لا يضاها
ترى مايرى
من زوايا لا تعد
بما في ذلك أصغر همسة هامشية
وبين يديها كل شي
بما في ذلك
رحمةٌ يتيمة
وعذاباتٌ شتّى
تشرب الرحمة متى شاءت
وتقذف بالعذاب

الجمعة، 4 أبريل 2014

يمر الوقت

يمر الوقت في سرعة رهـيبه
يـمر عادي ولا توقف أمـامي
لحظـة حـظ أو صـدفة عجيـبة
تضحكلي وتسأل عن أحلامـي

يـمر الوقـت وماأقـدر أجيــبه
يمـر من غـير مايسمع كلامي
علـى بـاله لو طــول الغيـبه
أنا بــموت أو يـنزل مقامـي

يمـر الوقت عشوائي التركيبه
على من ما خبر طـبع الأيامي
يـمر والناس لكل واحد نصيبه
وياخـوفي لو ضاعت أرقامـي

يمـر الوقـت وياكـبر المصيبه
إذا قـلبك مـتعطش وظامــي
وبعض الناس ماقـدّروا الطيبه
علـى لاشي يحبون إتهامــي

تحليل ،،، الأسماء المستعارة

تفتقر إليها أساساً أعداداً كبيرة من مرتادي ومستخدمي برامج التواصل ، إذ ليس الكثير منهم إلا تابعين ومقلدين ، فإنه من الجدير بالذكر هنا أن ذلك الخوف والخشية من ظهور الشخص بإسمه الحقيقي قد يعزى إلى عدة أسباب ، أبرزها الخوف من نفسه فقد يكون مدّعيا الفضيلة أمام الذين يعرفونه وفي محيطه ، بينما في قرارة نفسه هو إنسان آخر لا علاقة له بها ، ولكن أجبرته الظروف والبيئة على لعب ذلك الدور ، ولكن سنحت له الفرصة للإفصاح عما يختلج في داخله من خلال هذه الفضاءات الحرة .
السبب الآخر هو الخوف من المجتمع ، فمما لا شك فيه أن من يخاف نفسه سوف يخاف الآخرين ، ويخاف من تعرضهم له بالنقد والرفض وربما الحد من حريته ، فيختار عوضاً عنها حريةً وهمية .
ومن الأسباب أيضاً الخجل ، وهذا لا يُعد مشكلةً في مجمله ، إذ بما أن يتغلب إنسانٌ ما على هذا الشعور فلن يختبئ بعدها .
كذلك من أسباب اللجوء إلى الإسم المستعار ، تبييت النية للترويج لأفكارٍ عقيمة تكون منبوذة في الغالب .
ومن الأسباب أيضاً الميل عند البعض الى الحياة الشبَحية ، أي تحولهم الى أشباحٍ لا تُرى ولا يُعرف لها أثراً ، فتفعل ماتشاء وقت ماتشاء دون ان يعترض طريقها أحد ، وقد تؤذيك وتغضبك وتسبب لك بعض القلق  دون أن تطالها ، ومثل هذه الفئة مريضة بالسادية والحقد و تتمتع بما تفعل .

وأخيراً إذا حقّ لي تقبّل بعض ممن يستخدمون الأسماء المستعارة والتفاعل معهم ، فلا بد من وضع بعض الضوابط للمعاملات الشخصية في هذا العالم الإفتراضي ، كل شخصٍ يضع لنفسه مايناسبه من ضوابط تحكم علاقتة ومجال تفاعله مع تلك الأسماء الخفيّة ، وهنا أتقبل إلى حدٍ كبير إستخدام من شاءت من الإناث لمعرف وهمي او مستعار ، وذلك لظروف يعرفها الجميع خصوصاً في المجتمعات العربية ، أما بالنسبة الى النصف الآخر من المجتمع ، فلكل شخص الحرية التامة في صياغة طريقته الخاصة لتأطير علاقته بأصحاب تلك المعرفات ، أنا شخصياً لدي في قائمة أصدقائي الكثير منهم ، أعتز بهم كثيراً ، أعرف البعض معرفةً شخصية والبعض الآخر ليس لي ادنى معرفة بهم ويكفي وجود الإحترام المتبادل .