بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 3 مايو 2014

هذا الصباح

هذا الصباح
لا يزال يتقلب
كمن لم يغطي الليل ساقيه
أو نبحت في وجهه كلاب الحلم
أو كموجةٍ ظمأى
تستجدي شاطئٍ مشرّرد

لا يتّسع هذا الصباح
الا لنورسٍ واحدٍ فقط
فالسماء لا تبدو أكبر من نافذة مظلمة
في بيتٍ مهجور
وفي الأسفل
كوب قهوةٍ بطعم الملح

لا أدري
هل أقذفُ بعكاز نقودي
في يمِّ قريتنا
ليربتُ عظيمنا على كتفي
أم أكفر علانيةً
بطوابير الأنبياء في خيمِ الحصاد

ربما أنتظرُ صفعةً
تهُبُ من المحيط بعد قليل
أو حالةٍ مزاجية
أستطيعُ القفز على ظهرها
لبعض الوقت
والتشبثُ جيداً بزمامها الأخضر
خضرةَ بطاريةً سائلة
إغتصبها هواءٌ مشبّع بالرطوبة

السبت، 19 أبريل 2014

العاقر

وحين وطأت أقدامي مشارف المدينة الوادعة ، رأيت إمرأة خارجةً منها ،، تحث الخُطى إلى وادٍ قريب ، في طريقٍ لا يسلكه الناس عادةً . فأحسستُ أن في الامر ريبة ، قال أحمد .
فعزمت على مراقبتها من بعيد ، لأرئ الى اين هي ذاهبه ، فكمنت خلف صخرة ، وظننت بادي الأمر انها على موعدٍ غرامي ، او شيٌ من هذا القبيل .
كانت تمشي مسرعةً ، وتتلفت يمنةً ويسرة ، وحين وصلت الى قلب الوادي ، كانت هناك صخرة نابته من الأرض ، لا يظهر الا رأسها المسطح ، جلست فوقها ، غير مستقرة كمن ينتظر احداً .
وكان الفضول يجتاحني بطريقة مغولية لا ترحم ، غالبت نفسي وكادت ان تغلبني ، لولا أن رأيت رجلاً قادماً من بعيد يعرج ، ويتلفت كما كانت المرأة ،
ياللعجب !! قلتُ في نفسي ، فتلك إمرأة حسناء في ربيعها الثالث ، وهذا رجلٌ كهل ويعرج ، ومظهره مخيف ، فثيابه رثة ، ولحيته كثة !
وصل الرجل بعد دقائق ، وجلس على مقربةٍ من تلك المرأة على طرف الصخرة المسطحة ، وأخذا يتبادلان حديثاً لا يبدو شيّقاً ،
لم يطيلا الكلام ، ورأيت المرأة تنتصبُ واقفةً على عجالة ، فظننتها ستغادر المكان ، ولكنها تجردت من ملابسها تماماً ، فتراقصت كل شياطين الغريزة في جمجمتي ، فيما الأعرج المخيف لايزال جالساً ، يحدث نفسه ويلوّح بيديه في الهواء .
ظلت المرأة واقفةً لا شيء يسترها ، وفجأة بدت عليها علامات الإضطراب والهلع ، ورأيتُ الأعرج وكأنه يحاول أن يهدي من روعها ، كانت عيناها مصوبتين الى أسفل الوادي ، فحولتُ نظري إلى هناك ، يقول احمد ، لعلي أفهم سبب تلك الربكة ، وإذ بثعبانٍ عظيم كأنه قطعةً من الليل يقترب منهما ، ياللهول !! لم أكد أن أنطقها تماماً ووصل الثعبان ، الرجل الأعرج يجلس على ركبتيه ، ويكأنه يرحب بالضيف القادم ، ويوجهه إلى بُغيةٍ ما ، المرأة المذعورة لا تزال متسمرة في مكانها ، ترتجفُ ولكن لا تبدي أية مقاومة أو إعتراض ، هالني منظرها والثعبان يتسلقها من قدمها ، مروراً بفخذها ، حتى وصل إلى عنقها ، فآلتفّ حوله ، وبقيَ هنالك لبرهةٍ ، ثم نزل متمهلاً ،هذه المرة من ظهرها ، وعند وصوله منطقة الخصر ، إلتفّ ثلاثة لفاتٍ حوله ، ثم إنزلق ببطءٍ ليخرج من بينٍ فخذيها ويكمل طريقه نزولاً الى الأرض ، ومالبث لحظةً بعد ذلك ، اذ اختفى سريعاً في الاحراش القريبة ، تنفست المرأة الصعداء ، وكذلك فعلت ، وقام الرجل الأعرج ليغادر المكان بدوره .
جلست المرأة لبعض الوقت،تلملم شتاتها ، وكذلك لتطمئن أن الأعرج قد غادر المنطقة ، فلبست ثيابها وانطلقت مسرعةً ، عائدةً الى المدينة ، تتبعتها بعينيّ تارةً وبالركض تارةً أخرى ، حتى ولجت إحدى البيوت الراقية بواصفات ماقبل أربعين عاماً ، ظلّت تلك المشاهد العجيبة لا تفارق مخيلتي زمناً طويلاً ، ولم استطع البوح بها لأحد ، ولكنني بعد سؤالي عن تلك المرأة علمت أنها إمرأةٌ عاقر ، تزوجت مند بضعة سنين ولم تنجب ، وبالسؤال عن ذلك الأعرج الذي لا يفارق المسجد ، تبّين لي أنه معالجٌ لحالاتٍ مستعصية ، وله طرقٌ في ذلك لا تخطر على بالِ احد .

الغميضة

الليل
يلعب الغميضة
ليس مع أحد
فالعصافير آوت الى أعشاشها
حين إلتهم المحيط الشمس
الامواج الضاحكة
لا تركض بعيداً
وهذا سبب إستبعادها من اللعبة
وحتى القمر
لا يصلح لأكثر من ثرثرات إباحية

لايريد الليل
أن يكف عن إلقاء اللوم
والتقيؤ على جلبابه
كلما بزغت من عينيه
رغبةٌ شرسة في إلتهام اللعبة برمّتها
وإن لم يكن فيها لاعبين

صهدود

صهدود
آمن بي على إستحياء
ذلك الفتى الناري
وجناته الحمراء
تقذف بشظايا الشمس
في وجهي
تقتل الليل غدراً
ثم تلقي برفاته في البحر
الذي لم يعد مالحاً

صهدود
ذلك الفتى الناري
الحالم بآلام الغرق
المتعطش لمعانقة السير وحيداً
على حافة هاوية
يؤدي إلى حافة هاوية
ويرفض السقوط

صهدود
الفتى الناري
أضاء قليلاً وإحترق
ومن عينيه إمتدت ألسنة النار
فهاهي الصباحات سوداء
والليل رماد

لا اكرهك

لا أكرهك
ولكن لم تقتفِ أثر أخيك
كنتَ حاضراً في العهد القديم
وأتيتَ متأخراً
لتقف على عتبات المسافة
ولا تقتفي أثره

لا أدري لماذا تستحي موجةٌ عارية
في بحرٍ أدمن التعري
وينام في العراءِ ذئبٌ
رغم سخافةِ الحملان

لاضير
فما حدثَ شيءٌ إلى الآن
غير البداية
لعلّ ساحر الزمن القادم
ينضحُ ماء المعجزاتِ في صباحك
وحين تنكسرُ ذرات الضوء
لابد أن تهبُ عاصفة
لتأخذ بزمامك إلى آثارٍ سلُفت
وتأتي ..

فراااغ

قمر ، إذاعة ، هواء يدخل من نافذة
ويخرج من أخرى
وأسئلة كثيرة
تمنيت لو أني لا أعرف إجاباتها

كتفٌ يحمل القمر
وكتف يحمل ضحكة عارية تماماً
يصعد تلةً صغيرة
والماء يمسك بزمام الإنتشاء
يراقص الرموش
والأعراف

السعادة تلةٌ في الجوار
كانت رائحة الليل بطعم المحار
واللون الزعفراني
كان حاضراً بقوة
ومتناسقاً جداً مع كل دقّة قلب
ودقّة قلب

تكمن المتعة دائما في
التفاصيل الصغيرة
الشعور الذي يسبق العناق مثالاً
النظرة البرّاقة
من مسافة حميمية جداً
ومذاق الكرز

الوقت لا يُمَل
إذا كان كله قمر
موسيقى ، حب ، دفأ ، حب ،
ضحك ، حب ،
حب و حب
______________
لا نهاية ، ولا للنهاية
في لحظات لا تنتهي أبداً !!
لاحظ ،، كلمة لحظات !!

اوكي ،، في لحظات لاتنتهي ابداً !!

الأحد، 13 أبريل 2014

الطرف الاغر

في الطرف الأغر ، من مرباط
الآن ،،
هذا المكان
الذي لم أسميه تيمناً بأي شيء
إلا إنتصاراً على بعض ذاتي
وربما كذلك
لولهي بهذا الفضاء
الذي لم تسقط قطعةً منه في عشقي

أحاول جاهداً
ألا أبدو مبتذلاً
في كتابتي لهذه الأسطر
فأنا أعلم يقيناً
أن كوابيساً قد تزورني
كردةِ فعل تلقائية
وأكثر خشيتي ، تلك الغزلان الكثيرة
الملونة ، حين تتشكل في دوائر متتابعة ، وتصهل بصوتٍ مفزع

في طفولتي
كانت تأتي كل ليلة
وتأتي إلى منام جدتي غزلاناً ملونة مثلها ، وتصهل

صديقي الذي زعل البارحة
لتأخري عليه
وجدته تاركاً لي علبة مشروب غازي
قضت الليل بطوله هاهنا
والنهار
ستبرد بعد قليل
وأشربها عن قطرة
ولا أدري ، لعلها تكون تميمتي
في حال داهمتني غزلان ملونة

السبت، 5 أبريل 2014

....... بارزين

عيناه تخترقان الضوء
الصمت
الضجيج
الهمسات الجانبية المهمشة
يحاذر ألا تقعان
تحت طائلة فضوليٌ عابث
او مترصد
تفلتان من كل شي
ولحظة خرجهما من مسام الأسرار
تقعان عن عمدٍ
على ...
بعد الكلمة المجهولة ، بارزين
كأنهما ملاكي رحمة
إو عذاب
وتتخبط النظرتين ، العينين ، القلب
بين كفين

هي ترى الأشياء بوضوحٍ لا يضاها
ترى مايرى
من زوايا لا تعد
بما في ذلك أصغر همسة هامشية
وبين يديها كل شي
بما في ذلك
رحمةٌ يتيمة
وعذاباتٌ شتّى
تشرب الرحمة متى شاءت
وتقذف بالعذاب

الجمعة، 4 أبريل 2014

يمر الوقت

يمر الوقت في سرعة رهـيبه
يـمر عادي ولا توقف أمـامي
لحظـة حـظ أو صـدفة عجيـبة
تضحكلي وتسأل عن أحلامـي

يـمر الوقـت وماأقـدر أجيــبه
يمـر من غـير مايسمع كلامي
علـى بـاله لو طــول الغيـبه
أنا بــموت أو يـنزل مقامـي

يمـر الوقت عشوائي التركيبه
على من ما خبر طـبع الأيامي
يـمر والناس لكل واحد نصيبه
وياخـوفي لو ضاعت أرقامـي

يمـر الوقـت وياكـبر المصيبه
إذا قـلبك مـتعطش وظامــي
وبعض الناس ماقـدّروا الطيبه
علـى لاشي يحبون إتهامــي

تحليل ،،، الأسماء المستعارة

تفتقر إليها أساساً أعداداً كبيرة من مرتادي ومستخدمي برامج التواصل ، إذ ليس الكثير منهم إلا تابعين ومقلدين ، فإنه من الجدير بالذكر هنا أن ذلك الخوف والخشية من ظهور الشخص بإسمه الحقيقي قد يعزى إلى عدة أسباب ، أبرزها الخوف من نفسه فقد يكون مدّعيا الفضيلة أمام الذين يعرفونه وفي محيطه ، بينما في قرارة نفسه هو إنسان آخر لا علاقة له بها ، ولكن أجبرته الظروف والبيئة على لعب ذلك الدور ، ولكن سنحت له الفرصة للإفصاح عما يختلج في داخله من خلال هذه الفضاءات الحرة .
السبب الآخر هو الخوف من المجتمع ، فمما لا شك فيه أن من يخاف نفسه سوف يخاف الآخرين ، ويخاف من تعرضهم له بالنقد والرفض وربما الحد من حريته ، فيختار عوضاً عنها حريةً وهمية .
ومن الأسباب أيضاً الخجل ، وهذا لا يُعد مشكلةً في مجمله ، إذ بما أن يتغلب إنسانٌ ما على هذا الشعور فلن يختبئ بعدها .
كذلك من أسباب اللجوء إلى الإسم المستعار ، تبييت النية للترويج لأفكارٍ عقيمة تكون منبوذة في الغالب .
ومن الأسباب أيضاً الميل عند البعض الى الحياة الشبَحية ، أي تحولهم الى أشباحٍ لا تُرى ولا يُعرف لها أثراً ، فتفعل ماتشاء وقت ماتشاء دون ان يعترض طريقها أحد ، وقد تؤذيك وتغضبك وتسبب لك بعض القلق  دون أن تطالها ، ومثل هذه الفئة مريضة بالسادية والحقد و تتمتع بما تفعل .

وأخيراً إذا حقّ لي تقبّل بعض ممن يستخدمون الأسماء المستعارة والتفاعل معهم ، فلا بد من وضع بعض الضوابط للمعاملات الشخصية في هذا العالم الإفتراضي ، كل شخصٍ يضع لنفسه مايناسبه من ضوابط تحكم علاقتة ومجال تفاعله مع تلك الأسماء الخفيّة ، وهنا أتقبل إلى حدٍ كبير إستخدام من شاءت من الإناث لمعرف وهمي او مستعار ، وذلك لظروف يعرفها الجميع خصوصاً في المجتمعات العربية ، أما بالنسبة الى النصف الآخر من المجتمع ، فلكل شخص الحرية التامة في صياغة طريقته الخاصة لتأطير علاقته بأصحاب تلك المعرفات ، أنا شخصياً لدي في قائمة أصدقائي الكثير منهم ، أعتز بهم كثيراً ، أعرف البعض معرفةً شخصية والبعض الآخر ليس لي ادنى معرفة بهم ويكفي وجود الإحترام المتبادل .

الجمعة، 21 مارس 2014

أشياء

كان الشتاء يعوي في الخارج
ولا جذوة من نارٍ
نأوي اليها
الظلام يتكاثف
من كل جهة
مع ان لا رائحة للخبز
وقع اقدامٍ يقترب
وفجأة ...
لا أدري أيةُ نجمةٍ هوَت على كوخنا
لعل القادم أسوأ
هكذا حدثتني نفسي
شمّرتُ عن سيفَ يدي
وخبأتُ مرباط خلف ظهري
وحين فتحتُ باب الكوخ
رأيت طائراً أسود
يحاول سرقة كومةٌ أخرى
من أحلامنا

مسافة

على بُعد شجرتين
جُميزة
وسِدرة
أيتها الفراشة القديسة
نحن هنا
جفّ الرحيق
و غادرَ الظل

أقسمنا بحرمة ذاكرة خائرة
كحرمة أيوان كسرى
أن نبصق في عين الريح
عن آخر زنبقة
أن نصنع شراعاً من لهاث
أن يحيا الرمق الأخير

ولغَ كلبٌ في إناء جارنا
على حافةِ مقبرة
كانت تُصدر إليها الأزهار
من كل مكان
ونحن على بعد شجرتين
برائحةٍ مسمومة
وظلٍ نجس
يترصد الرحيق

اليهم

إلى كل الذين يرون أنفسهم أفضل من الجميع ، وأن الإجادة والإمتياز ماخُلِقا إلا ليكونا مقترنين بأسمائهم ، وأنهم هم القمة وغيرهم القاع ، والذين يعتبرون أنفسهم مبدعين فوق العادة وأن احداً ما لن يصل يوماً لبعض ماوصلوا إليه ، الذين يظنون واهمين أن الأيام لا تجود بمن تفتح له السماء أوسع بوابات التحليق في الفضاءات الرحبة التي لاتبصرها عيونهم العمياء المتقيحة حسداً . والذين يخدعون أنفسهم بالتربع على قممٍ من المجد شاهقة وهم لا يقفون إلا على كثبانٍ من الرمل والرماد . الذين ينصِّبون أنفسهم آلهةً وأوصياء على الآخرين وهم لم يؤتوا من الحكمة مثقال ذرة ، إذ لم يكونوا إلا صناعة الفرص السانحة التي جثموا عليها في ليلٍ بهيم ، ولم يكونوا إلا بمولدِ ضربة حظٍ ظالمة.
اقول لهم جميعاً لقد كنتم ماكنتم ووصلتم إلا ماوصلتم إليه ، أما وقد فتُح باب السماء على مصراعيه ، فلن يكون بمقدوركم التحليق ، لأنكم طيور بلا أجنحة أولاً ، ولثقلكم حد التخمة ثانياً ، فآركنوا إلى اوهامٍ بنيتموها وعيشوا ماتبقى لكم في زمهريرها ، وأستمتعوا بالصراخ في آباركم القديمة ، فلامجال اليوم لأن تكونوا أكبر مماكنتم والأجيال تتسابق هاماتها صعوداً وانتم تتقزمون .

المنطق

ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺍﻥ ﻳﻌﺮّﻑ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﻹ‌ﺣﺘﻜﺎﻡ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺃُﺳﺲ ﻋﻘﻠﻴﻪ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭﻣﻔﻴﺪﺓ . ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻣﺮﺍﺩﻓﺎً ﻟﻠﻌﻘﻞ . ﺗﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮً ﻻ‌ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﻪ ﻛﻠﻴﺎً ، ﻷ‌ﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ ﻭﻭﺍﻫﺒﻬﺎ ﻭﻭﺍﺿﻊ ﺍﻷ‌ﺳﺮﺍﺭ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻟﻨﺎ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﺍﻟﺠﺰﺋﻲ ( ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ) ﻓﻲ ﻗﺪﺭﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺳُﺒﻞ ﺗﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻭﺍﻹ‌ﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﻬﺎ ، ﻭﻟﺒﻠﻮﻍ ﺫﻟﻚ ﻻ‌ﺑُﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻭﺍﻷ‌ﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤُﺘﺎﺣﺔ ﻭﻛﻴﻔﻴﺔ ﺇﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺁﺧﺮ ﻟﺴﻨﺎ ﺑﺼﺪﺩﻩ . ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻳﺮﻛﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻤﻮﻝ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻟﺒﻼ‌ﺩﺓ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺁﻧﺴﺎً ﻭﺍﺩﻋﺎً ، ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﺩﺍﺓ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺻﻨﻒ ﺁﺧﺮ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺭﺓ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻧﻪ ﺍﻷ‌ﻓﻀﻞ ﻓﻴﺰٌﻳﻦ ﻟﻪ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ﺍﻟﻤَﺮَﺿﻲ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﺔٍ ﻻ‌ ﻳﻐﺎﺩﺭﻫﺎ ﺇﻻ‌ ﺗﺪﺣﺮﺟﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻬﺆﻻ‌ﺀِ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﺣﻘﺎً ﺇﺫ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻷ‌ﺣﻴﺎﻥ ﻻ‌ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﻘﺼﻮﺭ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻭﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﺨﻠﻞ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺒﺪﻳﻬﻲ ﺃﻻ‌ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﻣﺒﺎﺩﺭﺍﺕ ﻟﻠﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻹ‌ﺭﺗﻘﺎﺀ. ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺑﻼ‌ﻏﺘﻬﻢ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻷ‌ﻣﺮ ﺍﻟﻴﺴﻴﺮ ، ﻓﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﻈﻨﻲ ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻟﺴﺒﺒﻴﺔ . ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﻮﺿﻮﺡٍ ﺗﺎﻡ ﻟﻜﻞ ﺫﻱ ﺑﺼﻴﺮﺓ ، ﻣﻦ ﺧﻼ‌ﻝ ﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ ﺍﻷ‌ﺣﻴﺎﻥ. ﻭﺍﻟﻤُﻬﺘﻢ ﺑﻤﺜﻞِ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻳﺘﻼ‌ﺣﻆ ﻟﺪﻳﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﻳﻨﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻬﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻣﺬﻫﻠﺔ ﻣﺪّﻋﻤﺔ ﺑﺒﺮﺍﻫﻴﻦ ﺩﺍﻣﻐﺔ ﻭﺣﺠﺞ ﻻ‌ ﺟﺪﺍﻝ ﻓﻴﻬﺎ . ﻭﻻ‌ ﺷﻲﺀ ﺃﻓﻀﻞ ﻭﺃﺻﺪﻕ ﻭﺃﺩﻕ ، ﻭﺍﻛﺜﺮ ﺇﻗﻨﺎﻋﺎً ﻭﺇﺛﺒﺎﺗﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﺭﺓ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻖ ، ﻭﺗﺤﻜﻴﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ ، ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺗﺮﺍﺕ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻣﺠﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﺍﻟﺨﺎﺩﻋﺔ . ﻭﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺘﻜﻢ ﻟﻠﻤﻨﻄﻖ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻧﻪ ﻭﻻ‌ ﻳﺼُﻢ ﺁﺫﺍﻧﻪ ﻋﻦ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻫﻮ ﺍﻷ‌ﻭﻓﺮ ﺣﻈﺎً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺯﺓ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺂﺭﺍﺋﻪ ﻭﺑﺄﻓﻜﺎﺭﻩ ، ﻭﺍﻷ‌ﻛﺜﺮ ﺇﻗﻨﺎﻋﺎً ﻭﻗﺒﻮﻻ‌ً ، ﺑﻌﻜﺲ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻌﻴﺮ ﻋﻘﻞ ﻏﻴﺮﻩ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ ﻧﻴﺎﺑﺔً ﻋﻨﻪ ، ﻻ‌ ﻓﺮﻕ ﻋﻨﺪﻩ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺣﻴﺎً ﺃﻭ ﺃﻧﻪ ﻏﻴّﺒﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﻨﺬ ﻗﺮﻭﻥ . ﻓﻤﺜﻞ ﻫﺆﻻ‌ﺀ ﻳﻈﻠّﻮﻥ ﻣﺪﻯ ﺃﻋﻤﺎﺭﻫﻢ ﺭﺍﻛﻀﻴﻦ ﺧﻠﻒ ﻋﻘﻮﻝٍ ﺗﻔﻜّﺮ ﻋﻮﺿﺎً ﻋﻨﻬﻢ ، ﻻ‌ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺗﻘﻮﺩﻫﻢ ، ﻭﻻ‌ ﻳُﻤﺎﻧﻌﻮﻥ ﺃﻳﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ . ﻳُﻌﺎﺩﻭﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺳﻌﻰ ﻟﺘﺤﺮﻳﻚ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﻛﺪ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ، ﻭﻳﺤﺎﺭﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﺗﺨﺬ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺳﺒﻴﻼ‌ . ﻭﻳﺌﺪﻭﻥ ﻛﻞ ﻓﺮﺻﺔٍ ﻟﻺ‌ﺑﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻞ ﻗﺪﺭٍ ﻣﻦ ﺍﻹ‌ﺣﺘﺮﺍﻡ ﻟﻤﻴﺰﺓٍ ﺧﺺّ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ . ﻭﻻ‌ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺮﻓﺴﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﻭﻳﻘﻠﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻭﻫﺬﺍ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ ﻭﻻ‌ ﺭﻳﺐ .

لا اريد لذلك القدر ان يفارقني

لا أريد لذلك القدر أن يقاطعني
ضيف أحلامي المراوغ
كان يربت على كتفي
مبتسماً
كلما حدثته عن طريقٍ
يسلكه الملايين
ولا يروق لي
وكان أيضاً يشيح بوجههِ
مدّعِماً فعله ذاكَ بتنهيدهٍ
تمدُ جسراً من نور
إلى شمسٍ بعيدة
تتهيأُ للبزوق

يفرغُ من تنهيدةٍ حرّى
وينفُثُ غبارٌ بركانّيٌ
في فضاءاتي
ثم يأمرُ بزغبِ العِشقِ
فتنمو أجنحةً هناك
ورفرفةٌ في قلبي

أربعين ليلة
ومائي يتدفقُ رغمَ عنجهية الغابة
وصوتي المبحوح منذ الأزل
يوشوش في أذن الليل
متجاهلاً الريح

أربعين ليلة
أجففُ أحلاماً في سمائي العارية
ولا أجدُ جناحيّ
ولا أريد لهذا القدر أن يقاطعني

الجمعة، 31 يناير 2014

النصف الفارغ من الكأس

الكثير من الأسئلة
في علبٍ فارغة من الإجابات
هذا ماوجدته في خزانتي القديمة
وقُصاصةٌ بالِيَة
كُتِبَ عليها
لماذا تُطيل النظر إلى النصفِ
الفارغ من الكأس ؟
على مقربَةٍ منها
ثلاثُ إحتمالاتٍ محفورة
في خشبِ الدُرج
ترقدُ تحتَ غُبارٍ واهن
لعلّ أكثرها وضوحاً
أنّ الكأس الفائض
مُغرِيٌ تقبيله
مُغريٌ حتى الثُمالة
والثّملُ لا يتقزز ، لا يسأل
ولا يهمه أن يعرف
من شربَ النصف الأعلى
من الكأس !

الثلاثاء، 28 يناير 2014

زحمة

تكاد تلتهمنا الزحمة
من أعلى كل شيء
إلى أدنى كوبِ قهوة
مثل لُجج البحر
تلتهم الأسماك الكبيرة، الصغيرة
أبحثُ منذ زمن عن قطعةٍ صغيرةٍ منه
لا تساوي أكثر من كوبٍ قهوة
ولا مساحة لذلك
الزحمةُ في تصاعدٍ مستمر
من قَدَمِ المكان
إلى رأسِ الزمان
وهذا العالم المذعور
لا يركضُ إلى أين
والجهات غائبة
لا شيء إلا الزحمة أمامنا
ومن خلفنا أيضاً
وفي رؤوسنا
وعلى رؤوسِ الساعات الحمقاء
التي نتلو فيها آيات الموت
وننفض غبار الأشلاء
ونشتّم روائح الدماء
تتسارع في قلوبنا الزحمة
نبحثُ في لحظةٍ رعناء
عن شعرةِ معاوية
عن كوبِ قهوة سوداء
ولا نجدُ إلا السيف الذي سبق العذل
ولا نجدُ إلا الأوان الذي فات

الاثنين، 27 يناير 2014

ذاكرة عديمة اللون

غُراب يشتغل على ذاكرةٍ
عديمة اللون
الغرفةُ ، السرداب
تعجُ بزيت الفانوس
الفانوس ذو الشاشة المكسورة
منذ محاولات الغراب الاولى
للإشتغال على الذاكرة

الغرفةُ مظلمةٌ الآن
الهواءُ مخنوق
الذاكرةُ لا تعمل
الغُراب مُضطرب
ــــــــــــــــ
معلومة *
أثبتت دراسات حديثة قام بها علماء أمريكان ويابانيين أن للغراب ذاكرة قوية تمتاز بتذكر الأشكال والألوان قد تمتد إلى خمسة أعوام .

الأحد، 26 يناير 2014

رُبَ كلمة

رُبّ كلمة
تعلقُ في حنجرتك
تتعثرُ بحبالك الصوتية
تصابُ بعمى خليطٌ من المشاعر
مثلُ فتاةٍ
تصِفها كجزيرةٍ إستوائية
مبنِيةٌ من العشق
أشجارها قصائد
أنهارها موسيقى
ثم تلهثُ راكضاً إلى آخر صفحةٍ
في المعجم
ولم تنجز بناء المعنى

كانَ هناك رجلٌ
لا يكفُ عن إطلاق الكلماتُ
سهاماً من عينيه
يتربعُ الآن على هرمٍ من الأفئدة

نُباح

أبحث عن بدايةً ما
ولا يلوح في الأفق
سوى نباح كلبٍ في الجوار
نباحٌ لا يتوقف
لا شيء ينبيء بقربِ نهايته

الأفكار النابحة
لا تعُض
لا تلدغ
لا تلسع
تنبح في الفراغ
ويَردُّ عليها بالمثل
يضطر أحياناً للدغها
بأنياب الصمت الحادّة
تموت
ويموت الهواءُ الذي كان مرغماً
يحملُ أصدائها

السبت، 25 يناير 2014

الطريق الى مرباط

الطريق إلى مرباط
تحاول المسافة
سرقة الطريق
من تحت أقدامي
أجلس على الطرف الأغر
أرقبها من ناحية بيت الشمس
في وحشة الإنتظار الغابوي
تسليني نجمات ونجوم
تجوب مسارح الفضاء
في الطريق إلى مدائنها
تسليني هذه الحروف الراكضة
بخفة الأرواح
هي أسماك الخلجات الدفينة
أحاول أصطياد البعض منها
أضع النصف في زوادتي
والنصف على مائدة العابرين

الموت

نحن لا نشعر بالموت الذي يطل كل لحظةٍ من نافذتي أعيننا
لا نخافه
غير لما نراه يحدق فينا
من عيني الآخر
الذي نحسبُ أن يرحل قريبا
نودُ ساعتها
لو أن الموت يكون جبلاً
نقوم جميعاً بتنكيس هامته
نضحك مواساةً
في وجه الراحل المرتقب
ولا نعلم أننا نخدع أنفسنا
ولا نواسيها
ما أغبى الضحك
في أوجه الراحلين
ما أبشع الموت المحدق
من أعينهم

تفاحة خضراء

تفاحة الحياة الخضراء
تكالبت عليها كل آفات الظلام
من كل حدبٍ وحدب
الجميع يقضم بحجم فمه
ليس شرطاً أن تكون القضمة
ممايليه
أو أن تكون نظيفة
وليس مهماً أن ينبعج الطبق الإفتراضي
الموضوع للتفاحة
أو أن تثقبه الأنياب الحادة
كل ثقبٍ بحجم وادٍ سحيق
برائحة جرحٍ عميق
وهم لو إستاطعوا إبتلاع الطبق بأكمله
لفعلوا
حتى قبل وضع التفاحة
التفاحة التي ابتلعتها الثقوب السوداء

البسطاء

الُبسطاء هم الأوفر حظاً
هم الغارقون في نعمة البساطة
المجتهدون حقاً ليعمروا
هذه البسيطة
هم الأطول أعماراً
الأكثر إعماراً
لا يحيا البسطاء
من أجل الحياة نفسها
ولكن الحياة تحيا بهم
ليس مهماً لديهم
القيام بعمل مايريدون
بقدر مايراد منهم
تعني الحياة لهم
أن تعمل بإخلاص كل ماعليك عمله
قدر إستطاعتك
ومحاولة أن تبقى سعيداً
أيضاً قدر إستطاعتك
لايؤمنون كثيراً بالتخطيط
لذلك نادراً مايقلقون
الشيء الوحيد الذي يثير لديهم القلق
هو إنعدام الإيمان
الإيمان بالخير
بوجوده المطلق
بقدومه المتوقع
لا يسألون من أين ولا يعنيهم متى

عادة

مثل كل مرةٍ
يزور عطركِ هذا الفضاء الغائر
في الخيالِ الأقصى
تتركينَ حبل غوايتك
على غاربِ التوهان
ومن نافلة الإغراء
أن تنثال أنفاسك
على ماء حياتي
فتنمو قصيدةٌ
في جانبي الأيسر

الساعة التاسعة

الساعة التاسعة
إلا موعدٍ غائب
مثل بعيرٍ عاجز
رقّاص الساعة
يجتَرّ الثواني
ثغاءُ الجرس
في فضاءٍ أخرس
لا يوحي بسعادةِ الحقلِ أبداً
وبالذّاتِ حينَ تعقِبَهُ لحظاتُ
صمتٍ شرِهه
تكادُ تبتلع جدران العالم

الأحد، 19 يناير 2014

النهر

1. النهر الضاحك
النهر الغاضب
لايكف عن الركض
لا يتوقف
والموت بالمرصاد

2. النهر لايرتاد المقاهي
يكفي أن يمد كفيه
لترتادها المقاهي
بما فيها
وتلويحة راكضٍ دائم
لا يتوقف

3. النهر غائبٌ هنا
حاضرٌ هناك
النهر حاضرٌ هنا
غائبٌ هناك
النهر لا يُدرك

4. النهر
ماهو !؟
بعد تفكيرٍ منطقي
أو لا منطقي
وربما الأثنين معاً
هو جبلٌ مقلوب
أو جبلٍ مغلوب
ولا ريب أبداً
أن النهرَ مخلوقٌ من دمعةِ جبلٍ
غاضبٍ صامتٍ متوقف
هل تبكي الجبال أنهارا ؟

5. راكضون
إلى النهر
وبعد مائة جلدةٍ للذات
والموت الذي بالمرصاد
يركضون ويركضون
يصطدمون بجبلٍ متوقف
ينهمرُ الدمع الغاضب
الضاحك
تلويحةً مقلوبة
لنهرٍ راكض