بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

مجرد دقيقة

لايمر الوقت عبثاً ، فكل دقيقة تمر مليئة بالتفاصيل الكثيرة والدقيقة ، ولكننا في غالب الأحيان لا نرى أو لا ننتبه إلا للأحداث الكبيرة .
قليلٌ من التأمل يكشف الكثير من التفاصيل الصغيرة ، والتي إن تمعّنا فيها جيدا نجد أنها مهمة وتحمل كثيرا من المعاني والدلالات .
أجلس الآن في السيارة ، أتأملُ الدقيقة التي تمر سريعا من أمام ناظري ، المسجد الجامع في مرباط ( ومكتوب على عتبته أن تاريخ بناءه يعود إلى العام 500 هجري ) يقف أمامي مباشرة ، قبالة بحر العرب ، فرضة مرباط ( الميناء القديم ) الذي أبحرت منه سفن الأجداد إلى أبعد أصقاع الأرض . حصن مرباط ، العلم النائم على ساريته ، كاميرا المراقبة التي رُكبت حديثاً، ترى ماذا كانت تُصور لو رُكبت عام 1950 مثلاً!!
بيوتٌ قديمة تطُل من الجانب الآخر للفرضة كشواهدٍ على حقبةٍ قديمة من تاريخ مرباط ، البحر وماأدراك مالبحر ، مراكبٌ صغيرة راسية على مقربةٍ من الشاطيء الذي يبدو هادئاً الآن ،  ثمة شباكٌ متناثرة هنا وهناك.
النوارس تجوب الآفاق بهمةٍ عالية كفرقِ الإنقاذ . على بعد بضعة أمتارٍ تقبع منصة المدافع وقد أُزيحت مدافعها وتحولت لمنصة تصوير ومشاهدة .
تفاصيلٌ متشابكة مرت جميعها أمامي في مجرد دقيقة ، وأثارت زوبعةً من الذكريات والأحداث المنقوشة في ذاكرة الزمن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بكم .. سأقوم بالرد لاحقا