بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

أصدقائي الفضائيين !

لا ريب أن الأحلام تتحقق ، لا سيما إن وضع الإنسان مايصبو إليه نصب عينيه وسعى حثيثاً من أجل تحقيقه.

وبعيدا عن الأحلام أو الأهداف المخطط لها فهناك ثمةَ رؤى أو خيالات وقد يطلق عليها البعض نبوءآت ، تراود الإنسان وتخطر على باله ، بطرقٍ ربما لا يوجد لها تفسيراً منطقياً ،ولكنها قد تتحقق على أرض الواقع عاجلاً او آجلاً ، وربما لا تتحقق بنفس الكيفية التي ظهرت بها في ذهن صاحبها تماماً ، فقد تكون بصيغةٍ مختلفةٍ قليلاً او جزئياً .

في مرحلةٍ مبكرة من حياتي تعودتُ أن أسهر وحيداً ، حيث أن حياةُ القرية تفرض الوحدة على من هم في بدايات المراهقة تحديداً ، يعود ذلك لظروف المعيشة في القُرى وإلى عواملٍ أخرى لعّل من أبرزها عدم وجود الأقران والأصدقاء في نفس المرحلة العُمرية .
كان الأهالي ينامون مبكراً ولم تكن توجد أية وسائلٍ للترفيه وقتلٍ الوقت ، فكنتُ أقضي لياليّ الطِوال في الإستماع للإذاعة أحياناً ومراقبة النجوم وأحياناً أخرى ممارسة هواية التجسُس .

كنت استمتع كثيراً بمراقبة السماء ونجومها المتلألأة ، ووصل بي الحال لدرجة الوقوع في عشق إحدى النجمات ذات البريق الآسر ، فكنت أحرسُ على تأملها ليلةٌ بعد ليلة ، ويسري بيَ الخيال بعيداً ، فيُصَوَرُ لي أن هناك الكثير من الأصدقاء المجهولين يعيشون هناك على ظهر نجمتي المحبوبة ، وأنهم يعرفونني ويحبونني ، وأننا سنلتقي ذات يوم ونبتسم ونتبادل الأحاديث .
كنت في ذلك الجو الخيالي الجميل أعيش في غاية الهدوء والسعادة وكنت بالفعل مؤمناً بتلك الخيالاتِ في تلك الفترةِ من الزمن .
بالطبع مرّت الأيام سريعةً فتغيرت الظروف والمفاهيم تماشياً مع متغيرات الحياة ، وظللتُ أضحك ساخراً كلما مرّت بي تلك الذكريات .

أصبح لديّ الآن العديد من الأصدقاء الفضائيين الرائعين ، الذين أكِّنُ لهم أجمل المشاعر .
أصدقاء لم ألتقي بهم إلا في الفضاء الإلكتروني ، أستمتع جداً بالتواصل معهم وأتعلم منهم كثيرا وأعتزُ بصحبتهم ، فهُمُ الأروع والأجمل .
ً
وأجدني أقول ؛ هل تحققت النبوءة !؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بكم .. سأقوم بالرد لاحقا